• تابعنا على

الأثرُ السَّلبي للغُلوِّ في الدين على طريق الأقصى

  • Admin
  • منذ 6 سنوات
  • أبحاث فكرية

"الغلو في الدين" مصطلح تردَّد كثيرًا على أسماعنا في الآونة الأخيرة، وبدا أنّه من الواجب علينا التحذير من آثاره السلبية على الأمة الإسلامية بصفة عامة وعلى فتح المسجد الأقصى بصفة خاصة.

الأثرُ السَّلبي للغُلوِّ في الدين على طريق الأقصى

"الغلو في الدين" مصطلح تردَّد كثيرًا على أسماعنا في الآونة الأخيرة، وبدا أنّه من الواجب علينا التحذير من آثاره السلبية على الأمة الإسلامية بصفة عامة وعلى فتح المسجد الأقصى بصفة خاصة، وقبل التطرق إلى تلك الآثار السلبية يجدر بنا أن نُحدِّد تعريفاً واضحاً لعبارة "الغلو في الدين"، والذي عرفه العلماء بتعريفات عديدة كلها تؤدِّي إلى طريق واحد ومنها:

  • الميل والانحراف عن الطريق المستقيم.
  • الزيادة في الدين بما ليس منه.
  • التشدُّد في العبادة حتى يخرج بها عن الصفة المشروعة.
  • الابتداع في الدين.
  • المُبالغة في الالتزام بالدين فعلاً أو تركًا.

وقد نهي الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه الكريم عن الغلو بنص واضح وصريح في قوله تعالى في سورة المائدة: )قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم(.

ونهى نبيه -صلى الله عليه وسلم- كذلك في الحديث الشريف بقوله: "إياكم والغلو في الدين، فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين".

مظاهر الغلو في الدين:

  • الانحراف في العقيدة مثل ادِّعاء العصمة للأئمة وتكفير العُصاة.
  • تحريم الطيبات.
  • إباحة القتل بحجة الكفر أو الردّة.
  • الفهم أو التأويل الخاطئ للنصوص الدينية.

ما الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة الغلو في الدين؟

  • عدم فهم الدين الإسلامي فهماً صحيحاً وفقاً للسُّنة والكتاب.
  • الابتعاد عن العلماء والصحبة الصالحة.
  • التعصُّب الأعمى.
  • موافقة الهوى.
  • اتِّباع مصادر غير موثقة خاصة فيما يعرض على شبكات الإنترنت من أفكار غير صحيحة.
  • الشعور بأنه على الحق، وأنه هو الذي يسعى لإصلاح الغير وفقاً لهواه، مهما كانت المخاطر.
  • عدم ضبط العاطفة والحماس.
  • مساهمة أعداء الأمة، في نشر هذا الفكر.

للغلو في الدين آثار سلبية واضحة ألقت بظلالها على الأمة الإسلامية أفراداً ومجتمعات، ومن ذلك:

تشويه صورة الإسلام خاصة لدى الغرب، حيث تم ربط التطرف والإرهاب بالدين الإسلامي، وأنّه دين يحثُّ على التشدُّد وقتل الأنفس ونهب الممتلكات بحجة الإصلاح أو بحجة تكفيرهم، وبالتالي يتم التنفير من الإسلام والخوف من الدخول فيه.

بانتشار ظاهرة الغلو في الدين تغيب قيمة التسامح والتعايش في سلام بين أفراد المجتمع.

الغلو في الدين يُعطي ضوءاً أخضراً لكل متشدِّد بتكفير المسلمين وتحليل سفك دمائهم.

إن في تأكيد الرسول -صلى الله عليه وسلم- لخطر الغلو وآثاره، وأنّه هلاك للدنيا والدين ليبين لنا مدى خطورة تلك الظاهرة، وأنّها تفت في عضد الأمة الإسلامية، وكلما انتشرت في ربوعها كانت إيذانا بتفكُّكها، وزوال الأمن والسلام منها ومن ثم زوالها، وذلك حين ينتشر التكفير والقتل واستحلال الدماء ومن ثم الانشغال عن القضية الكبرى وهي تحرير المسجد الأقصى من أيدي المحتلين، إضافة إلى أن المُغالين في الدين يعطون انطباعاً سيئاً لدى غير المسلمين عن دين الإسلام، وأنّه دين قتل وسفك دماء وهو دين الرحمة والعدل.

كثيرون من المُغالين في الدين يظنون أنّهم على حق، وأنّهم بذلك يصلحون الكون ويقيمون المعوجَّ، إما عن جهل منهم أو عن قصد ومكيدة، ولا يدرون بذلك أنهم يهلكون أنفسهم ويهلكون مجتمعهم، وهم أبعد ما يكونون عن قضايا الدين الإسلامي.

لذا وجب على كل راعٍ أن ينتبه لرعيته فيحافظ على أبنائه من تشوش أفكارهم ويسلحهم بالعقيدة الصحيحة لمواجهة تلك الأفكار والتي قد يقعون في براثنها دون شعور منهم.