في أحداث غير مسبوقة من نوعها شهد المسجد الأقصى تطوراتٍ لم تكن قد حدثت من قبل حيث نصبت قوَّات الاحتلال جسورًا حديديَّة على بوَّابة المسجد الأقصى من جهة باب الأسباط وتم تركيب كاميرات مراقبة في المنطقة، وقد فعلت ما هو أشدُّ من ذلك من قطع للأشجار المعمرة داخل ساحات المسجد الأقصى بحجَّة إمكانية التصوير الواضح لتلك الكاميرات.
ولأوَّل مرة في تاريخ المسجد الأقصى يجول الاحتلال فيه برفقة عصابات المستوطنين مع خلوه من المصلين ومن مسؤولي المسجد والأوقاف.
وكانت قوَّات الاحتلال قد قامت بتفتيش المسجد الأقصى عقب اشتباك شهدته ساحاته، والذي انتهى باستشهاد ثلاثة فلسطينيين وقتل اثنين من قوات الاحتلال.
وكانت حجَّة قوات الاحتلال في الإجراءات التي فعلتها هو زعمها بأنها عثرت على أسلحة نارية وبيضاء تم إخفاؤها في باحات المسجد الأقصى.
وقد أسفرت الأحداث الأخيرة للمسجد الأقصى عن استشهاد 15 فلسطيني وإصابة ما يقارب من 1400 آخرين نتيجة مواجهات عديدة اندلعت في الضفة والقدس.
وقد امتنع الفلسطينيُّون عن دخول المسجد الأقصى احتجاجًا على تركيب بوَّابات الكترونية على أبوابه واستمرُّوا في حشد مظاهراتهم حتى تم إجبار سلطات الاحتلال على إزالتها.
وظل الآلاف مرابطين في محيط المسجد الأقصى يرابطون حوله ويرفضون تلك الإجراءات التي قامت بها قوات الاحتلال الصهيوني حتى رضخت سلطات الاحتلال لمطالبهم وقامت بفتح باب حطة والغوانمة والملك فيصل مع وقف تحديد أعمار المسموح لهم بالصلاة داخل المسجد الأقصى، وبعد إزالة تلك البوابات الالكترونية بتاريخ 25/7/2017 دخل آلاف المصلين لأداء صلاة العشاء، وأثناء ذلك اندلعت مواجهات عديدة مع قوَّات الاحتلال أسفرت عن عشرات المصابين إضافة إلى اعتقال أكثر من 100 من المصلين، ويذكر أنّ قوات الاحتلال كانت قد قامت باعتقال أحد حراس المسجد الأقصى ويدعى خالد شروانة بعد اقتحام المسجد القبلي وإطلاق الرَّصاص على المصلِّين والمعتكفين به.
من ناحية أخرى ذكرت "قدس برس" أنّ المرابطين كانوا دائماً في حراسة المسجد الأقصى وكافة مرافقه، حيث أنّهم كانوا يتتبَّعون مئات المقتحمين من المستوطنين اليهود ويتصدُّون لهم حيال قيامهم بأي انتهاكات بحق المسجد الأقصى ولا يعبئون بما يتعرضون له من أذى من قبل قوات الاحتلال الصهيوني أو من قبل المستوطنين اليهود.
لقد تم إغلاق المسجد الأقصى في يوم الجمعة الرابع عشر من تموز ومُنعت إقامة صلاة الجمعة فيه وهي المرة الثانية التي تحدث منذ احتلال مدينة القدس وقد تم هذا الإغلاق بعد أحداث اشتباك مسلح نفذه ثلاثة من شباب مدينة أم الفحم عند باب حطة وتم استشهاد الشباب الثلاثة بعد قتلهم لاثنين من عناصر الشرطة الفلسطينية.
ويذكر أحد المرابطين من حراس المسجد الأقصى أنّ تواجد الفلسطينيين واعتصامهم خارج باحات المسجد الأقصى كان داعماً قوياً لهم وكان هتافهم يمدّ المرابطين بعزيمة أكبر على الصبر والثبات.
وذكر مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أنّ حراس الأقصى والمرابطين رفضوا العودة إلى منازلهم وعائلاتهم وفضلوا الدِّفاع عن المسجد الأقصى والبقاء فيه حتى لو كلفهم ذلك حياتهم.
من جهتها عبّرت عدة دول عن ارتياحها للعودة إلى الوضع القديم في المسجد الأقصى، وذلك بعد قرار سلطات الاحتلال بإزالة البوَّابات الالكترونية والحواجز الحديدية وكاميرات المراقبة الذكية، وبالسَّماح للمصلِّين بدخول باحات المسجد الأقصى دون شروط أو قيود.
جدير بالذكر أن هذه الأحداث لم تكن الأولى، فقد واجه المسجد الأقصى أحداث كثيرة، وانتهاكات لحرماته من قبَل قوَّات الاحتلال الصهيوني على مرّ تاريخ احتلاله.